بدأ الأمر قبل 5 سنوات، عندما كنت أدرس في سنة أولى ثانوي، طلب منا أستاذ علوم الحياة و الأرض، القيام ببحث مصور حول كيفية إكثار النباتات، كان علينا زيارات المشاتل  وتصوير فيديو حول كيف يقومون بزراعة النباتات و إكثراها، كان أمرا ملهما بالفعل خصوصا عندما نقابل العاملين هناك يستقبلوننا بحفاوة و تراه يتحدث بفخر عن حرفته و تقنياته الخاصة في إكثار النباتات، و كل واحد كان يكرمنا بهدية، إما نبتتة أو غصن أو بذرة.

في  النهاية وجدت نفسي أتوفر على بضع نباتات، و بضع أغصان + أكياس بلاستيكية + رغبة شديدة في تجربة ما رأيته في المشاتل، النتيجة كان نباتات كثيرة جدا. كنت كلما صادفت نبتتة في أي مكان أقتطع منها جزءا، و أقوم بزراعته مطبقا ما رأيته من تقنيات في المشاتل، شجعني أيضا زميل لي في الدراسة يمارس هاته الهواية منذ فترة طويلة جدا، فكان يقدم لي نباتات و بذور، و قدم لي أيضا مشتل صغيرا مغطى بالبلاستيك، الصورة بالأسفل.

الزراعة بها شيء مميز، عندما تزرع نباتات و تهتم بالعناية بها لأيام، ينمو لديك جانب روحي عجيب، يتغذي من هاته النباتات،و يضعف بضعفها و يموت بموتها، استمريت بممارسة الزراعة لبضع سنوات، ثم توقفت عن ذلك بعدما واجهت صعوبات و مشاكل عديدة، و ما إن دخل هذا الحاسوب القذر إلى حياتي، توقفت عنها بالكلية، كنت أعود إليها من وقت لآخر فقط، و أتركها مجددا، الويب بالرغم من أنه يمنحك أشياء رائعة كثيرة، إلا أنه في نفس الوقت يسلب منك كل شيء رائع في حياتك، هذا إن لم يسلبك حياتك نفسها.

لكن صدق أولا تصدق ما زال عدد من هاته النباتات من ذلك الحين صامد إلى يومنا هذا، أغلب هاته النباتات هي من الصباريات، نباتات ملهمة فعلا، يمكنها أن تصمد لأيام و أسابيع دون ماء،و تحافظ على جمالها و رونقها، هذا إن لم يلوثها الغبار، لكني مؤخرا قررت العودة و الإهتمام بها قليلا، قمت بتنظيفها من الغبار، و سقيها، و القيام بما يتطلب الأمر من نقل لبعض النباتات في أوعية جديدة، تشتيل نباتات جديدة، وجدت بضع حشرات قد فعلت فعلتها في بضع نباتات، لذا لزم استعمال محلول الصابون للتخلص منها.